-A +A
محمد الأحمد
لقد تحدث العلم الحديث فيما يلي نصه عن ظاهرة الكوابيس (الجاثوم):
ينتشر الكابوس بين البالغين والأطفال، ومن المعتقد أن حوالي 10% من الناس يصابون بكابوس مرة في الشهر على الأقل، ضغوط الحياة العادية أو فقدان الشخص لوظيفته أو وفاة أحد أفراد العائلة، أي من هذه العوامل قد يسبب حدوث الكابوس. ارتفاع حرارة الجسم أو المرض أو تناول الأدوية أو التوقف فجأة عن تناول بعض الأدوية قد يسبب أحلاما سيئة، إذا استيقظت مذعورا، أخبر أحدا عن هذا الكابوس الذي أصابك، فقد يكون في ذلك فائدة لك، انهض وامش بعض الوقت، إذا وجدت ذلك ضروريا، لا تعنف نفسـك إذا كان الكابوس مروعا أو مليئا بالمناظر المشينة. الأحلام لا تعبر عن تصرفاتك المقبلة ولا تكشف بالضرورة عن رغباتك الدفينة ولا تروي حقيقة ماضيك، الأحلام كما قلنا يكتنفها الغموض بالكامل.

إن ظاهرة الكوابيس أو ما يسمى بالعامية (الجاثوم)، وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام أولها بدني وهو الإفراط في وجبة العشاء إلى حد التخمة مما ينتج عنه الكتمة أو ضيق النفس أثناء النوم والذي يشعر به النائم بالاختناق فيضطر إلى الاستيقاظ بشكل مفزع، وعلاج هذا الأمر هو اتباع سنة المصطفى ــ عليه الصلاة والسلام ــ في آداب الطعام، ومنها الأكل والشرب على قدر الحاجة فقط بلا إفراط، وفي ذلك حديث المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم ــ الذي يقول «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه».
قال ابن القيم ــ رحمه الله: «ومراتب الغذاء ثلاث: إحداها: مرتبة الحاجة، والثانية: مرتبة الكفاية، والثالثة: مرتبة الفضلة، فأخبر ــ صلى الله عليه وسلم: أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسقط قوته ولا تضعف معها، فإن تجاوزها فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنفس وهذا من أنفع ما للبدن والقلب، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس وعرض له الكرب والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل.
ومن هنا يأتي الحل في نظرة الإسلام للأحلام والتوجيه النبوي الشريف، فقد ورد عن نبي الأمة محمد بن عبدالله ــ عليه أفضل الصلاة والسلام ــ أحاديث كثيرة عن الأحلام، ومنها «إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب. وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا، ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة، والرؤيا ثلاثة: فرؤيا صالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس».
ومن هنا نرى تطابق العلم الحديث مع الأثر النبوي الشريف في القيام للصلاة في حال رؤيا الأحلام المفزعة لما فيه من أثر في تهدئة النفس والإحساس بالطمأنينة.